في ظل أجواء سياسية متوترة أعقبت جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، أعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن انزعاجه الشديد مما وصفه بـ"الانقلاب على التفاهمات"، معتبرًا أن الأولوية لدى الحكومة الحالية لم تعد معالجة ملف السلاح بل الدفع نحو صدام داخلي. وفي هذا الإطار، نقل زوار بري عنه قوله:
"المطلوب حد أدنى من الواقعية، وإلا فاستتروا، أما إذا أصرّوا على الذهاب بالسيناريو إلى الآخر، فليُنفّذوا ما أقرّوه إن استطاعوا."
الاعتراض الشيعي، الذي ظهر جليًا في بيانَي حزب الله وحركة أمل، انصبّ على ما وصفوه بفرض ورقة الموفد الأميركي توم باراك بصيغتها النهائية، دون السماح بأي نقاش أو تعديل لبنودها، والتي يعتبرها الحزب بمثابة "صك استسلام".
وفي حين أُقرت الورقة الحكومية بشكل مفاجئ، يرى الثنائي الشيعي أن ما جرى يفتقر للميثاقية ويتجاوز التفاهمات التي سبقت الجلسة، خصوصًا بعد تلقيهم تطمينات بتأجيل النقاش. وبحسب مصادر "المدن"، فإن وزراء حركة أمل سيحضرون جلسة الحكومة المقبلة، بينما لا يزال موقف حزب الله من المشاركة غير محسوم.
التطورات الحكومية الأخيرة أعادت إشعال التوتر السياسي، مع تصاعد المخاوف من أن تتسبب خطة الحكومة، التي تُلزم الجيش بوضع جدول زمني لسحب السلاح، في صدام مباشر مع حزب الله، وسط غياب أي ضمانات لوقف العدوان الإسرائيلي أو حماية الاستقرار الداخلي.