المجد لله....
لماذا؟...
لماذا يقتلونا يا ابي؟ لماذا؟....
تكلم يا أبي, ارجوك....
اسمعي يا ابنتي.
عندما يتكلم الله، فلتصمت البشرية، هكذا تعلمنا...
ولكن عندما يتكلم دين الحقد وكراهية الدين، فإن الله يصمت..
اعذزني يا الهي، ف الأجدر بك ان تسكت..او باﻷحرى، إختبئ....
فهناك من نصبوا ذواتهم مدافعين عنك وجعلوا من أنفسهم آلهة بدلا منك...
إستوقفني مشهد لفتاة جنوبية تسأل والدها: لماذا يقتلونا، لماذا يا ابي؟...
نحن بشر مثلهم، يقتلونا يغتالوننا بسلاحهم، يرفعون راية الغدر والقتل باسم حماية بلادهم..
اخوتي اعذروا كلماتي اليوم قاسية وربما قليلة الاحترام والحشمة، .ولكن هناك وجع في وطني وشعبي، وانسانيتي تدفعني لقول الكلمة كما هي....
إلهي؟.أعذرني أكره هويتك،
أأنت من جعلتهم شعبك المختار؟
إلهي، أعذرني كفرت بك...
أ أنت من أقمتهم ديانين لخلقك؟
إلهي، اعذرني لا أريدك...
أ أنت من دعوتهم للقتل والتفظيع والتنكيل بشعبنا، و كل ذلك تحت حجة سلامة الارض والحدود؟
إلهي، أعذرني ما عدت لك...
أ أنت من جعلتهم خلفاءك في هذا العالم؟...
من انت أيها الإله؟ بربك قل لي أي اله انت؟...
اتعرف؟ لا شيء، فقط ابتعد عني....
انسانيتي، اعتذر منك، فهذا ليس إلهنا...
يقولون بأن أكثر الاسماء التي أهينت في تاريخ بشريتنا هو اسم الله، الكل حاربوا باسمه وهو بريء من هذا كله....
اخوتي البشر..
اعتذر منكم و اعتذر باسمكم...
لم أعد أؤمن أن الدين جاء لنصرة البشر، بل ما نراه، إنما هو إجرام بحق البشر اولا قبل الله...
ايها المختارون تباع تلمودكم، لقد ذل لساني عندما لفظت باسمكم، إسمعوني جيدا...
انتم لا تعرفون معنى الحياة ولا الانسانية ولا الدين ولا الله حتى...
قولوا لي بربكم من انتم؟ من ؟ انا سأقول وشاهد على روحي و دمي. ...
انتم حثالة الدين والتاريخ، و ادنى من الغبار الذي داسه مخلصي في شوراعكم، وكم أحزن عليك يا يسوع الناصري من هكذا أمة مجرمة...
يا ايها المجرمون، انتم ادران الشر ، تدعون السلام والحضارة، وأنتم ابعد عنها..
تيقظوا، ورب يوم سيلفظكم الشيطان من جوف حقده، لأنه ربما سيخجل من إجرامكم...
إسمعوا ، ومن له اذنان سامعتان فلتسمع، اصلا ان كنتم تسمعون..
انا انسان، و هويتي لبناني الذي دنستم بيوته وقدسياته، وقتلتم ابناءه...
قولوا لي بربكم، وأي رب؟ ما ذنب هؤلاء الناس، ما ذنب شعبي ان يحمل وزر حقدكم واطماعكم؟
ما ذنب الطفولة البريئة، ماذا فعلتم بها، ماذا انتم؟ ماذا، ولماذا؟؟؟
ابشر انتم؟ من المؤكد لا,حتى الحيوان واعذرني ايها الحيوان لست مثلهم...
يا شهيدا هنا وهناك, يا شهيد الجنوب وبيروت والبقاع وكل لبنان، دعوني أقبل دماءكم، فأنتم لبنانيون قبل طوائفكم ومذاهبكم ....
فأنتم متتم من اجل انسانيتكم ولبنانكم، وهم يحيون من اجل أحقادهم ومصالحهم واطماعهم.
لا تخافي يا ابنتي، يا شهيدة الله، فقد سبقك ربي ومخلصي يسوع شهيد الحب والايمان... فلا تخافي، .الله معنا لأننا اصحاب حق...
يا شعبي وصحبي، يا شعب لبنان والشرق والغرب، ألا اهرعوا الى كنائسكم ومساجدكم وصللوا ليزول شيطان الاجرام، والاحقاد...
سينقلب السحر على الساحر، وستموتون في خطاياكم، تنبهوا، ستزولون بإذن الله...
الهي؟ اعذرني، لست انت من خاطهم والبسهم عباءة الإقصاء والالغاء، ولكن هم من ذبحوا وشردوا ونهبوا وهجروا ابناءك.، وكل هذا باسمك انت...
اعذرني يا الهي واعذروني على وقاحة كلماتي...
و بصلوات كل البشر الشرفاء المؤمنين وكما قلت لهم فوق الصليب أردد معك:
(لا تغفر لهم يا الهي، لأنهم يدرون ماذا يفعلون)...
ومعك يا طفلتي، ومع كل الشهداء، اصرخ ونصرخ...
(الله اكبر، على كل من طغى وتجبر من الآن والى الابد الابدين، امين)...
دايما لله...
حمى الله لبنان وشعبه من طغاة الارض ومن احفاد من صلبوا رب المجد، و نصبوا انفسهم شعب الله المختار، وهم لا يعرفونه بل صلبوه وما زالوا ..
ابونا بطرس..