كتب المرشد الديني الجعفري في بلاد جزين الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي في تقييم عمل الدبلوماسية اللبنانية في العراق في الفترة الأخيرة ما يلي :
" بسمه تعالى
هو السفير الأستاذ علي أديب الحبحاب إبن قضاء جزين وابن جبل الريحان وابن بلدة كفرحونة المعروفة بالتعايش الإسلامي المسيحي حيث تجد المسلمين والمسيحيين فيها يتشاطرون الأفراح والأتراح ، ويتشاركون الحضور في المناسبات الدينية والاجتماعية الجامعة ، وكم ارتقيت منبر حسينيتها في الأسابيع وكان نصف الحضور مسيحياً ..
تربى السفير الحبحاب في بيئة محبة للوطن والإنسان وعاملة لخدمة المجتمع .. أنهى دراسته الأكاديمية متخرجاً من الجامعة اللبنانية الوطنية ليشرع بالعمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية ، وليعين سفيراً للبنان في أكثر من دولة ، آخرها كان جمهورية العراق ..
وفي العراق سار السفير الحبحاب على نفس النهج في مساعدة الناس وقضاء الحوائج وخدمة المجتمع ، يفتح أبوابه على مدار الساعة لخدمة اللبنانيين والعراقيين داخل الدوام الرسمي وخارجه ، فكان نموذجاً فريداً في العمل الدبلوماسي قل نظيره بين سفراء لبنان في دول العالم ..
لعب الحبحاب دوراً محورياً وقام بحركة واسعة لاحتضان حالة النزوح التي شهدها لبنان إبان العدوان الصهيوني الشامل في أيلول 2024 .. فكان محط آمال وأنظار المهجرين من قراهم وبلداتهم وأحيائهم من جنوب لبنان وسائر المناطق بسبب الاعتداءات الصهيونية والذين اختاروا العراق وجهة لهم .. فساهم الحبحاب في تسهيل إقامة اللبنانيين في ضيافة العراق من خلال علاقاته المميزة بكافة شرائح المجتمع العراقي والمؤسسات العراقية ..
ومنذ تقلد وظيفة المهام الدبلوماسية بين العراق ولبنان قبل قرابة سنوات سبع حرص على مواكبة المتغيرات الاقتصادية ، فساهم بتأمين وفر على الخزينة اللبنانية من خلال التحول من مبنى سفارة لبنان القديم في منطقة الجادرية إلى المبنى الجديد في منطقة اليرموك الذي تميز بجمالية وسعة وكلفة أقل ، فأظهر بذلك الحبحاب إخلاصه ووفاءه وعمله الدؤوب لصالح تقليص النفقات على الخزينة اللبنانية في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد منذ سنوات ..
وعلى صعيد الطاقة كان الحبحاب مايسترو اتفاقية النفظ في مقابل الخدمات التي عقدتها الحكومة اللبنانية مع العراق .. هذه الاتفاقية التي انقذت لبنان ومؤسساته ومستشفياته من الظلام الدامس ، وساهم ببعض بنود الاتفاق في تحريك عجلة خبرات الأفراد والشركات اللبنانية نحو العراق ..
وفي عهد ولاية الحبحاب تضاعف عدد الشركات اللبنانية المستثمرة والعاملة في العراق من حدود ثلاث مئة إلى حدود ست مئة شركة عاملة في مختلف المجالات ، وتقوم بعض هذه الشركات بتنفيذ المشاريع الإنشائية والعمرانية الكبرى كشركة خطيب وعلمي وأخواتها التي تنهض بمهمة الإشراف على الجسور الكبرى والمباني الضخمة العملاقة في العاصمة العراقية .. وقد انتشر في العراق ببركة الاتفاقات المتبادلة بين البلدين عدد كبير من أطباء لبنان والعاملين في مجال التمريض والمختبرات الطبية انتشروا في مستشفيات العراق ومراكزه وعياداته الصحية .. وكذلك تضاعفت كمية استيراد الدواء اللبناني ، فضلاً عن مضاعفة استيراد الزراعات المميزة من الفاكهة والخضروات اللبنانية ومختلف الصناعات اللبنانية .. وفي طول وعرض ذلك تجد لمسات السفير الحبحاب على مجمل هذه الحركة .. فضلاً عن مشاركاته الفاعلة في سائر شؤون العمل الدبلوماسي الذي حول سفارة لبنان في العراق إلى خلية عمل جدي يستحقه لبنان .. وفضلاً عن جهوده الجبارة في تسهيل دخول اللبنانيين إلى العراق والعراقيين إلى لبنان من خلال عمله على إقرار مشروع إلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين مما ساعد على سهولة وتيسير دخول اللبنانيين لزيارة العتبات المقدسة وغير ذلك من الأعمال والأنشطة النافعة للبلدين والشعبين ، كما ساعد إلغاء التأشيرة على تدفق العراقيين بأعداد كبيرة إلى لبنان بهدف السياحة والعلاج في المستشفيات والمراكز الطبية اللبنانية والدراسة في الجامعات اللبنانية وتحقيق مختلف غايات الترابط الاجتماعي ..
وعلى أمل أن تستمر السفارة اللبنانية في بغداد في تأدية مهامها لتنجز ما لم يتم إنجازه من خطط استراتيجية يحتاجها كل من البلدين في هذه الفترة الحساسة من تاريخ العلاقات بين البلدين ، خصوصاً لبنان الغارق في أزماته الاقتصادية وظروفه السياسية الاستثنائية والمخاطر الأمنية التي يعيشها اللبنانيون عموماً بكل طوائفهم وفئاتهم في ظل الاعتداءات الصهيونية المستمرة على البلاد والعباد في هذا البلد الذي طالماً كان رمزاً للجمال والسياحة والعلم والثقافة والأدب والأمن والسلام .. والله من وراء القصد .. " ..